Faculté de Sciences Religieuses et Théologiques

العائلة حاملة البشارة الجديدة

lundi 24 mars 2014
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
العائلة حاملة البشارة الجديدة
Partager

 رعى المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت المارونية، ندوة "العائلة حاملة البشارة الجديدة" التي دعا إليها المونسنيور كميل مبارك رئيس جامعة الحكمة والتي نظمّها معهد يوحنا بولس الثاني في الجامعة والمركز الراعوي الابرشي - راعوية العيلة في أبرشية بيروت المارونيّة، في عيد سيدة البشارة، في قاعة المؤتمرات في الصرح الرئيسي لجامعة الحكمة في فرن الشباك.

 

أفتتحت الندوة بصلاة الصباح وبكلمة للمطران بولس مطر، هنّأ فيها منظّمي الندوة والمشاركين فيها، وقال: قداسة البابا فرانسيس أدهشنا في رسالته الأخيرة "فرح الإنجيل"، فأعادنا إلى الفرح الأول بلقائنا الأول مع المسيح، الذي منه تنطلق بشارتنا وشهادتنا وحياتنا. لا بشارة ولا تبشير إلا بلقاء الرّب ومحبّته. الكنيسة أصغت لهذا الصوت الذي جدّد فينا الإيمان والرجاء. وندرك من خلال ذلك، أننا لن نكون مبشّرين إلا إذا عرفنا الرّب وأحببناه، هذه هي الخطوة الأولى، بعد ذلك كل شيء يصبح سهلاً.

 

وقال المطران مطر: العائلة وسيلة بشارة متجدّدة للإنجيل بمحبّة الرّب المجانيّة، لأن العائلة هي مكان الحبّ المتجلي بكرامة الرجل والمرأة اللذين يتشاركان في عمليّة تكملة الخلق. ويتجلّى الحبّ ذلك في إحترام الأشخاص والمساواة فيما بينهم. العائلة هي صورة عن الإنسانية الجديدة، المفتداة بيسوع المسيح. لهذا إستجبنا في جامعة الحكمة، لنداء روما التي شجعتنا كثيرًا، على تأسيس معهد الزواج والعائلة، الذي سيصبح بإذنه تعالى بعد زمن يسير، جزءًا من المعهد الآساسي في روما، الذي أسسّه يوحنا بولس الثاني البابا القديس وله فرع في كل قارة من قارات العالم. وفي القارات الكبيرة أكثر من فرع. في آسيا فرعان: لبنان والفيليبين. نحن سنصير جزءًا من هذا المعهد، يُفتتح في الجامعة باسم مسؤوليتها الرعائيّة والكنسيّة لكي ندرس على أعلى المستويات التعليم المسيحي والفكر المسيحي حول العالم، إلى جانب المشاكل المطروحة والحلول. لذلك نشجع هذا المعهد في جامعتنا ونتمنى له كلّ الإزدهار وأن يكون حاملاً فائدة كبيرة لكل الأبرشيات ولكل كنيستنا في لبنان والمشرق. كما ننّوه أيضًا بلجنة العائلة في الأبرشيّة وعملها الدؤوب منذ 18 سنة وإلى المستقبل البعيد، إن شاء الله. وضمن هذه اللجنة مركز الإصغاء. نحن نثق بأن هذه اللجنة وكل اللجان العاملة في الأبرشيّات لها دورها في مساعدة الكنيسة والأسقف والكهنة في رسالتهم حول العالم، وفي مهمتهم المحافظة على العائلة التي هي بحاجة إلى ترميم. المشاكل العائلية متزايدة وهي تبدأ بتوقف الكلام بين الزوجين. إعادة الكلام بينهما هي إعادة للثقة وإعادة الحياة إلى العائلة. وفقنا الله في سبيل خدمة العائلة لتكون خادمة للبشارة المتجددة بيسوع المسيح.

 

 ثمّ ألقى رئيس جامعة الحكمة المونسنيور كميل مبارك كلمة، نوّه فيها بكل عمل يصبّ في خدمة العائلات، وقال: وجودكم في جامعة الحكمة ثمرة جميلة من ثمار الكنيسة، وهذا يفرحنا كثيرًا.

 

الأزمة التي تقع فيها العائلة في العالم والتي يمكن أن تكون قد بدأت، تصيبنا بالأسس البنيانية للعائلة، هي المفهومان الفلسفيان الإجتماعيان لنشوء المجتمع. هناك تيار يقول، أن الفرد هو في أساس نشوء المجتمع، وتقوم العلاقات بين الأفراد بموجب عقود وهذا ما يؤسس المجتمع. وما يُبنى على عقود، يبطُل بفك هذه العقود. وهناك نظرية أخرى تقول، أن أساس نشوء المجتمع هو العائلة. وهذا النشوء ليس عقدًا إطلاقًا، بل هو من طبيعة تكوين الإنسان. أي هذا النشوء العائلي لا يُفك.

 

إذا سرنا مع التيار الأول، سيصيبنا مثلما أصاب الغرب الذي شرّع تشريعات ضد الطبيعة لتأسيس عائلات ضدّ الطبيعة. وإذا سرنا مع التيار الآخر، الذي يقول أن أساس المجتمع هو العائلة، تتحتم علينا مسؤوليتان: مسؤولية المحافظة على هذا التوجّه بفكر الناس وتربيتهم وعقولهم وسلوكهم. ومسؤولية أخطر تكمن في أن نكافح بقدر ما نستطيع من أساليب إيمانيّة ومجتمعيّة وفكريّة، وأحيانًا بقليل من العنف لكي لا نصل إلى تشريعات ضد الكتاب المقدس، لأن كل تشريع وضعي يخالف التشريع الإلهي أو الطبيعي هو باطل.

 

وقال المونسنيور مبارك: الغرب تخطى هذا المبدأ ورماه. نحن لدينا، إذًا مسؤولية المكافحة والنضال حتى لا نصل، ليس في لبنان فحسب بل في كل العالم، إلى السقوط الكبير الذي يوازي سقوط آدم في الجنّة. آدم يوم سقط في الجنّة خرب الطبع البشري ولكنه لم يخرب العائلة. لهذا كلّه عملكم وندوتكم التي رفعت شعار "العائلة حاملة البشارة الجديدة" ليس زهرة جميلة في صدر الكنيسة، بل نتأمل أن يصبح ثمرة يانعة بيد كل مؤمن بهذه الكنيسة، وعندما ينظر إليها غير المؤمنين بالكنيسة سيعرفون أن عملكم هو للإنسانيّة جمعاء وليس لكنيسة الأرض فقط.

 

وقبل بدء المداخلات التي شارك فيها الآباء ريشار أبي صالح وطانيوس خليل وبول أبي خليل وميشال صقر والسادة: جوسلين خويري وأنطوان طعمه ودافيد سويدي ودوريس مطر، ألقى عميد كلية العلوم الكنسية في الجامعة ورئيس معهد يوحنّا بولس الثاني فيها الخوري خليل شلفون كلمة جاء فيها: كانت أبرشيّة بيروت المارونية السبّاقة مع سيادة المطران مطر وقبل توصيات السينودس البطريركي الماروني وتلبية لنداءات السينودس من أجل لبنان في خلق لجنة العائلة ومركز لإعداد الزواج ومرافقة المتزوجين والعناية بشؤون العائلة. فالجماعات العيلية في الأبرشية تشكل حوالي نصف الجماعات العيلية في لبنان ومركز إعداد الزواج يحضّر أكثر من 1300 ثنائي للزواج كل سنة. ونحن في جامعة الحكمة نقول: علّ مريم كرسي الحكمة تكون دائمًا تلك الأم المباركة بين النساء التي تحمي كل عائلاتنا من أمواج العولمة والأنانية والإنشقاقات.