L'ULS

جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس شفيعها في ذكرى ارتداده

mardi 24 janv. 2017
جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس شفيعها في ذكرى ارتداده
جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس شفيعها في ذكرى ارتداده
جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس شفيعها في ذكرى ارتداده
جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس شفيعها في ذكرى ارتداده
جامعة الحكمة احتفلت بعيد مار بولس شفيعها في ذكرى ارتداده
Partager

صلّت عائلة جامعة الحكمة مع وليّها رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر ورئيسها الخوري خليل شلفون في عيد شفيعها القديس بولس في ذكرى ارتداده. وفي المناسبة ترأس المطران مطر، يحيط به الآباء شلفون ودومنيك لبكي وريشارد أبي صالح نائبا الرئيس وداني سركيس (الأب القيم)، الذبيحة الإلهيّة في كنيسة مار أوغسطينوس- كفرا في بيت مري، بمشاركة المطران الياس سليمان ولفيف من الكهنة وعمداء الكليات والأساتذة والإداريين.

وقبيل القدّاس ألقى الخوري شلفون كلمة شكر فيها المطران مطر، على هديته التي قدّمها إلى لبنان والحكمة في بداية القرن الحالي، "جامعة الحكمة التي ما تزال تعيش تطورًا ونموًّا في عدد كلياتها واختصاصاتها".

وبعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران مطر عظة، تحدّث فيها عن مار بولس وارتداده وعن الحكمة هديّة المطران الرؤيوي يوسف الدبس إلى لبنان والأمصار العربيّة، وقال: كلّنا فرحٌ هذا المساء، للتلاقي عائلة واحدة نعمل كلّنا في جامعة الحكمة، من أجل الوطن والمنطقة والكنيسة والإنسان. وقد ألهمنا الله، أن نطلب شفاعة القديس بولس على جامعة الحكمة الحبيبة منذ تجديدها، فيما سلفنا الصالح طلب شفاعة القديس يوسف على مدرسة الحكمة. يوسف المربّي وشفيع المربين، نطلب شفاعته في كلّ حين كجندي مجهول ولكنه جندي عظيم عند الله. أما الرسول بولس، فقد استهواني منذ صغري، ويستهوي الإنسانيّة كلّها. هذا الإنسان الذي سار بفضل المسيح، من التعصب الأعمى إلى الإنفتاح الأوسعوإلى رؤيا عظيمة، الهمه إياها الربّ يسوع، لعالم موحّد متصالح بفداء المسيح بالذات. هذا الذي لم يكن يطيق المسيح ولا المسيحيين. كان فريسيًّا ابن فريسّي ولم يرَ المسيح يومًا في الجسد، عندما كان الربّ يعلم في فلسطين، التي جاءها بعد القيامة وبعد تأسيس الكنيسة على يد بطرس والرسل، صار أكبر رسول في تاريخ الإنسانيّة والمسيحيّة وزرع الإنجيل على مدى البحر المتوسط كلّه تقريبًا، في زمن لم تكن فيه لا سيارات ولا طائرات، بل سيرًا على الأقدام وهربًا في البحر، وهو الذي أدخل المسيحيّة إلى العالم وأظهر عالميّة المسيحيّة. بولس هو المسؤول عن هذا الإنفتاح العظيم للمسيحيّة نحو العالم بأسره. ولذلك رأينا أنه يجدر أن يكون ملهمًا لجامعة مسيحيّة، تريد خير كلّ الناس، مسيحيين وغير مسيحيين وتسعى للوحدة بين الجميع،في منطقة ممزقة بين طوائف وأديان وحروب هنا وهناك. المطران يوسف الدبس الذي أسسّ الحكمة مدرسة ونواة جامعة، كانت عنده نفس الرؤية. لبنان كان خارجًا من الحرب من أحداث فتنة عام 1860 حيث مُزّق الوطن بجسمه بين مسيحيين وغير مسيحيين وكاد أن يهوي موتًا. فأراد هذا الأسقف مع الذين اهتموا بمصير لبنان من دول وجماعات، أراد للبنان أن ينطلق من جديد عبر مصالحة بين أبنائه (...).

وقال المطران مطر: وجامعة الحكمة انطلقت من جديد بهذه الروح، جامعة من أجل لبنان وعيشه الموّحد والمشترك وقيمه التاريخيّة ونظرته الرساليّة والرسوليّة إلى المنطقة بأسرها. نحن في جامعة الحكمة، بلا يهّمنا فقط. لبنان واللبنانيون يهّمنا أن يكون رسولًا في محيطه والمنطقة بأسرها بحاجة، إلى أن تسمع صوتًا يأتي من لبنان بهذا العمق وبهذه القوّة وبهذا الحبّ من أجل الآخرين. نحن لا نقف إزاء أحد ولا نواجه أحدًا ولا ننعزل في مصيرنا عن أحد. مصيرنا ونضالنا مشترك. طبعًا لنا حقوق نحن المسيحيين، لأننا بشر ولأننا لنا تاريخنا، ولكن أيضًا علينا واجبات. نسمع كثيرًا عن حقوق المسيحيين في العالم ولبنان، قلّ ما نسمع عن واجبات المسيحيين. واجباتهم أن يكونوا رسلًا لهذه الحضارة، حضارة التلاقي والمساواة وحضارة الحبّ الذي يجمع بين الكل. هذه هي الحكمة وروحها ورسالتها، اليوم وغدًا وحتى النهاية. أبرشية بيروت حملت هذه المسؤوليّة بفخر منذ 142 سنة. عندنا إمكانات وظروف وعلينا مسؤوليات، قمنا بها ويجب أن نقوم بها اليوم وغدًا. أبرشيّة بيروت تعِدّ خِمس الموارنة في لبنان. لذلك علينا تترتبّ مسؤوليّة كبيرة. ولذلك أنا فخور بأن نجتمع في هذه الصلاة اليوم، ومع جامعة الحكمة، كهنة من خيرة كهنتنا في الأبرشيّة والكنيسة، بكلّ طوائفها ومعلمات ومعلمين من خيرة المعلمات والمعلمين. لذلك نحن معًا، نستطيع كلذ شيء من أجل الخير والنجاح في رسالتنا. نستطيع أن نقوم بواجبنا، مع كلّ الذين يقومون به، كل الجامعات جامعات شقيقة. كلّنا نعمل معًا، ونحن حملنا هذه المسؤوليّة منذ البدايّة، مسؤوليّة لبنان ومستقبله، كرسول لغيره. لهذا نقول ما قاله قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني، القديس، أن لبنان أكثر من وطن وهو رسالة، كان يُترجم الروح التي عشناها في الحكمة منذ 142 سنة. عشنا رسالة مفتوحة، يجب أن يقرأها كلّ إنسان، ونحن نكتبها بحبر الحبّ والعلم من أجل كرامة الناس، كلّ الناس وكرامة الشعوب كلّ الشعوب. هذه هي هوّيتنا. لن ننفصل عن إخوتنا ختى لو كان ما كان، لأن مصيرنا هو مصير مشترك. لذلك وعلى الرغم من كلّ شيء، نتمسّك بهذا المصير ونحن موّفقون بإذنه تعالى، لأننا نسير بحسب طريق الربّ وإنجيل المسيح، وبحسب بنيان ملكوت الله وبحسب تلاقي الناس بعضهم مع بعض وبحسب الإنسانيّة الموّحدة، الآن وغدًا وبعد غد، وهي موّحدة في قلب الله، وسوف تكون موّحدة في قلب التاريخ. مبارك هذا العيد على الجامعة وعليكم جميعًا ونقدّم هذه الذبيحة على نيّتكم وعلى نيّة عائلاتكم وأعمالكم، على نيّة هذا المشروع، مشروع الحكمة، ليكون مشروع الله فينا ومشروعنا أمام الله، بكلّ اندفاع وكلّ محبّة، ندرك قصدنا وندرك كلّ مقاصدنا، لعلنا ننال بركة الله.

واحتفاءً بالمناسبة، دعا الأب الرئيس جميع أساتذة الجامعة إلى عشاء العيد بحضور صاحب السيادة والمدعويين.