Faculty of Canon Law

أصحاب السيادة
قدس الأب العام
حضرة الأب الرئيس
حضرات الأباء والقضاة والمحامين
أيها الإخوة والأخوات،

هي كلمةُ شكرٍ لله على كلِّ عطاياه، وأهمُّها عطيةُ الكَهنوت، وهذه تُقابَلُ دائماً بتلكَ العبارةِ الملىء بالدهشةِ والإنسحاقِ أمامَ الله والقائلة: "ماذا أرُدُّ للربِ عن كلِ ما كافأني به؟" وهي على لساني بصدقٍ في هذه اللحظات.
أما لقاؤُنا هذا فليسَ في الحقيقةِ لتكريمي في مناسبة تخصُّني، بل هو لقاؤُنا الجامعي السنوي وقد جُمِعَتْ هذه المناسبة إليه بناءً على رغبةِ الكليّة.
غير أن محورَهُ في الحقيقةِ هم هؤلاءْ الأحباء جميعاً من أساتذةٍ وطلابٍ وكهنةٍ وأصدقاءٍ وزينَتَهُ بالتأكيدِ أصحابَ السيادةِ المطارنةِ السامي احترامُهُم، الذين قلّدوني جميلاً كبيراً عندما قَبِلُوا هذه الدعوة.

ويطيبُ لي في حضورهِم أن أفاخِرَ بأنِّي كنتُ دائماً وتباعاً الى جانبهم خلالَ هذه الفترةِ من حياتي الكَهنوتيةِ على مدى رُبْعِ قرنٍ وَمن حقي أن أَذكُرَ بعرفانِ جميلٍ

أني بدأتُ حياتي الكَهنوتية بوضع يد المثلث الرحمات المطران ابراهيم الحلو الذي لن تـنسى أبرشيةُ صيدا محبتَه وطيبتَه وحكمتَه، واستمرَّيْتُ الى جانبِ سيادةِ المطران طانيوس الخوري نائباً قضائياً ومعاوناً في الرعيةِ مع حضرةِ المونسنيور يوحنا الحلو رجلِ المواقفِ وسنديانة صيدا الشامخة أبداً.

ثم في المحكمةِ المارونيةِ تحت إشرافِ سيادة المطران رولان أبوجوده حوالي العشر سنوات وهي الفترةُ التي تَمَّ فيها بناءُ المحكمةِ وتجهيزُها عندما كنت فيها قاضياً وقيّماً ورئيساً للقلم وكان لي في ذلك العمل نصيبٌ كبير.
وها إني منذ سنة 1997 في جامعة الحكمة التي أولاني سيادةُ وليّها المطران بولس مطر شرفَ عمادةِ كلية القانون الكنسي فيها.
دون أن يحولَ ذلك من أن أكونَ في المجال القانوني في خدمةِ صديقي ورفيق الدربِ سيادة المطران ميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان.
وقد اجتهدتُ دائماً أن ألبّيَ مقتضياتِ مسؤولياتي هذه وأَعطَيْتُ بقدرِ ما استطعْت ولكني أريدُ أن أبوحَ لكم أني بعد كلِ فحصِ ضميرٍ أجدُ أنني نلتُ أكثر ممّا أَعْطَيْتُ لأن المثلَ الذي حظيتُ به بفضلِ قُربي من أصحابِ السيادةِ أثمنُ من أي عطاءٍ آخر.
ومن الصحيحِ القولُ أنَّ سيادة المطران طانيوس الخوري معلّمٌ كبيرٌ في الوداعةِ ودماسةِ الطبع.
كما استوقفني الدقةُ والاتقانُ والتفاني الذي تعلَّمتُه من سيادة المطران رولان أبوجوده.
وانطبعَ فيَّ الحرصُ على توزيعِ العدالةِ التي تألّقت في أفُقِها الرَحْبِ مع سيادة المطران شكرالله حرب.
أما المطران منصور حبيقه معلّمي، الذي جعلني أُحبُّ القانون الكنسي، فهو صاحبُ الرأيَ الصائبِ والمرجع القانوني الكبير الذي إليه لا أزالُ ألجأُ في كلِّ حينٍ لأجدَ عنده الجوابَ الشافي والمعلمَ الحكيم.
أما الحزمُ والتدبيرُ وبُعْدُ الرؤيةِ على تفهّمٍ ورحابةِ صدرٍ فهذه لم يَبْخلْ عليَّ بها وسواها سيادة وليّ الحكمة المُفضْلِ علَيَّ كثيراً المطران بولس مطر.
ولا يفوتُني كما لا يستطيعُ أن يفوتَ أي عميد في الجامعة أنَّ من يحمل همَّ كلّيتهِ مَعَهُ وقبْلَهُ إنما هو رئيسُ الجامعة، ومِثْلُ هذه الصفةِ الجوهريةِ يجسّدُها أحسنَ تجسيدٍ رئيسنا المونسنيور جوزف مرهج.

أصحابَ السيادة، قدْسَ الأبِّ العام، الأباتي سمعان، الصديق الوفي
أيها الإخوة والأخوات،

لقد جاهدْتُ واجتهدتُ، على مدَى رُبعِ قرنٍ من رسالتي في الكَهنوت، أن أكونَ الخادمَ الأمينَ الذي يعطي الطعامَ في حينه، وعَهدي لكم أن أظلَّ محافظاً على نشاطي واندفاعي في سبيلِ تطويرِ ما أؤتُمِنْتُ عليه ولا سيما في مجال اختصاصي في القانون الكنسي مع تأكيدي لكم بأَنَّ في الكنيسةِ قانوناً يتفوّقُ على كلِ تشريعٍ وتنظيم، إنه قانونُ المحبةِ التي هدفُها الأساسي خلاصُ النفوس.

باسم هذه المحبة التي تجمعُنا ارفعُ كأسي محيّياً، وشاكراً، ومعاهداً ومؤكِّداً أنكم "الرسالةُ المحفورةُ في قلبي" – وفقَ تعبيرِ القديسِ بولس – وأنكم في جوهرِ كَهنوتي أمس والآن وكل آن.

 

عشتم، عاشت الكنيسة وعاش لبنان.

 P.Raad

P. Elie Raad
Doyen de la Faculté
de Droit  Canonique

 logocanon