Faculty of Canon Law

هذا المزمور هو جواب الكاهن على كل تكريمٍ يناله لأن تكريم الكاهن هو تقدير للكهنوت الذي به وُسم، وللرسالة التي بها اضطلع ، قبل أن يكون تكريماً لشخصه.
هكذا أقرأ ارادة فخامة رئيس الجمهورية، العماد اميل لحّود أيّده الله، الذي تكرّم بمنحي هذا الوسام، وكأنه من خلاله يحيّي الرسالة الكهنوتية التي أحملها، ويحيي القيّمين على عملي، وهو عمل الكنيسة وأنا مجرّد شريك لهم فيه ولا سيما في جامعتي هذه، مع أخوتي في الكهنوت ورفاقي في التعليم وأقربائي في الدم وأعزائي الطلاب والمتخرجين.
فلكلٍ منكم في هذا الوسام حصة وكأني نلته معكم وبسببكم

" وأنتم شهود والله شاهد "- كما يقول مار بولس- كم حاولت أن أتخطى ذاتي وغاياتي سواء في الرعايا التي خدمتها، أم في المحكمة الروحية، قاضياً ورئيساً للديوان، أم في الاستشارات القانونية، مرشداً ومشيراً، أم في كلية القانون الكنسي، عميداً وأستاذاً، أم في مختلف ظروف حياتي، من لبعا الى الكسليك فالمدينة الخالدة، وقد حاولت- على قدر ما أوتيت- نقل صورة المسيح، الكاهن الأعظم، والراعي الصالح، والمعلّم الحكيم والخادم الأمين.
ولئن تمحوَر عملي الكهنوتي في قسمه الاوفر حول القانون الكنسي فتخصّصت في هذا الحقل، الجاف والغني في آن، فإنَّ البعد الراعوي لرسالتي يتخطّى النص والحرف " ويذهب الى العمق" للتعرّف والتعريف بوجه الكنيسة "الأم والمعلمة"، وإتمام دوري بما يرضي من دعاني ويخدم من دُعيت الى خدمتهم.
لقد أولاني ولي الجامعة، سيادة المطران بولس مطر، منذ عقدٍ من الزمن، شرف المساهمة في تركيز أسس كلية القانون الكنسي في جامعة الحكمة وتعزيزها ومواكبتها منذ خطواتها الاولى حتى الآن.
وقد اكسبتّني هذه  المسؤولية الأكاديمية الكثير سواء من خلال العمادة أم من خلال الاتصال بقانونيين كبار، في روما وسواها من جامعات العالم الكاثوليكي، والاطلاع على المستجدات التشريعية والقضائية فيها، وقد وضعت كل ذلك في خدمة الكلّية التي حقّقت النجاح المتوخى منها.
وهي، بموازاة ذلك، ما زالت مدعوّة مع شريكتها جامعة اللاتران البابوية، ومع المعهد الكاثوليكي في باريس قرينها، إلى تأمين التفاعل الخّلاق بين قوانين الكنيسة الكاثوليكية، الغربية والشرقية، لما في ذلك  من غنى روحي وثقافي متبادل بين أبناء شعب الله.
إنَّ العمل كبير والورشة مفتوحة أمام الباحثين والمهتمين. وإنَّ الكلّية بكل قواها البشرية واللوجستية، وبفضل النخبة من أساتذتها، أساقفة وكهنة وعلمانيين، مشرّعة للمستقبل الواعد.
فالشكر لله على ما أعطاه لكنيسته من نِعَمٍ ومواهب وآباء يرعونها... " وإلى المراعي الخصيبة يقيلونها".
والشكر للسادة الاساقفة، الحاضرين في هذا الاحتفال ولكل منهم في قلبي مكانة خاصة، وللغائبين عنه لعذرٍ أو لآخر، والشكر تكراراً لسيادة الولي الذي أحبَّ حكمته وأعطاها من حكمته تعالى، وأحبَّ كهنته وأعطاهم من ملء كهنوته، للمطران بولس مطر كل عرفاني وولائي.
ولرئيس جامعتنا الصديق الصادق المونسنيور جوزف مرهج كل محبتي التي يعرفها من زمان، ولزملائي في مجلس الجامعة: نائبي الرئيس والامين العام والعمداء والقيّم، تحية الصداقة المخلصة والعميقة.
وهل أنسى زملائي في التعليم - القضاة منهم والدكاترة والمحامين- وأعزائي المتخرجين وكل طلابي، وكل أصدقائي وأشقائي وشقيقاتي، من أشاهد في عيونهم عيون الوالدين الغائبين اللذين لا يزالان يواكبان مسيرتي الكهنوتية بصلواتهما.
لكل منكم فرداً فرداً محبتي وعاطفتي التي تستمد منكم حيويتها واستمراريتها.

وكلكم معي تشكرون الرب على كهنوتي، وفخامة رئيس الجمهورية، من خلال معالي الشيخ وديع الخازن ممثّله بيننا، على التفاتته الخاصة في هذه الظروف الحرجة التي يجتازها وطننا. أمدّه الله بالعافية والقدرة على البلوغ بالبلاد الى شاطىء الأمان. وفي آذاننا جميعاً يتردد صوت السيّد قائلا ً: " أنا معكم  لا تخافوا أنا غلبت العالم ".                                                     

 

عشتم، عاشت الكنيسة وعاش لبنان

.

 P.Raad

P. Elie Raad
Doyen de la Faculté
de Droit  Canonique

 logocanon